يقوم الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان بزيارة عمل للمملكة العربية السعودية وذلك للمشاركة في القمة الأولى “آسيا الوسطى – مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
وبهذه المناسبة أجرى مراسل وكالة أنباء أوزبكستان حديثاً صحفيا مع سعادة السفير يوسف بن صالح القهرة العتيبي السفير فوق العادة والمفوض للمملكة العربية السعودية في جمهورية أوزبكستان، وفيما يلي نص الحوار:
- سعادة السفير نريد أن نعرف آراءكم عن الوضع الحالي للعلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية أوزبكستان وأولويات التعاون بين البلدين؟
يمكن اليوم وصف العلاقات السعودية – الأوزبكية بأنها متميزة للغاية ولا تشوبها شائبة، وهي علاقات متينة مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، انطلاقاً من إدراك الجانبين لأهمية تلك العلاقة وأهمية تطويرها وتعزيزها، وتحقيقاً لتطلعات القيادة في البلدين.
وقد شهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملموساً بعد الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس شوكت ميرضيائييف في أغسطس عام 2022، والتي تم خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.
من جانبٍ آخر حققت العلاقات الثنائية نجاحاً خلال العامين الماضيين وتطور كبير فمنذ عقد منتدى الأعمال السعودي – الأوزبكي في مدينة بخارى 23 يناير عام 2021.
وفيما يتعلق بأولويات التعاون بين البلدين، ربما من خلال الزيارات المتبادلة التي تمت خلال هذا العام والعام الماضي، نستطيع أن نلحظ مدى التنسيق والتعاون فقد تبادل الجانبان الزيارات بمختلف المستويات وفي عدة مجالات، وهذا مؤشراً على الرغبة المشتركة لدى الجانبين في تحقيق مصالحهما من خلال التواصل المستمر هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر هناك التعاون والتنسيق الواسع في إطار أعمال المنظمات الدولية والإقليمية وفي الدعم المتبادل بين الجانبين في الترشيحات التي تخدم مصالح كل دولة.
تقوم المملكة العربية السعودية اليوم بتنفيذ “رؤية 2030” التي تستأثر باهتمام المجتمع الدولي بأسره حيث تقدر أوزبكستان تقديراً عالياً أفكار هذه الرؤية، وكما معروف لديكم أوزبكستان أيضاً تنفذ استراتيجية تنمية أوزبكستان الجديدة. ما هي القواسم المشتركة والفروق بين “رؤية 2030” واستراتيجية تنمية أوزبكستان الجديدة.
بلا شك بأن رؤية المملكة 2030 ترتكز على تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي شامل، وتهدف إلى تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد متنوع ومستدام، وكذلك تعزيز الحياة الاجتماعية، وبناء مؤسسة حكومية فعّالة تهدف لتحسين جودة الحياة في المملكة، وتشمل استراتيجية تنمية أوزبكستان الجديدة سبع اتجاهات تتضمن تطوير المجتمع المدني، وتنمية الاقتصاد، والتعليم، وتحسين النظام القضائي، ومن هنا نشير إلى العديد من القواسم المشتركة بين رؤية المملكة 2030 واستراتيجية تنمية أوزبكستان الجديدة حيث أن عدد السكان في البلدين يتجاوز الـ(70) مليون نسمة، وبتوجيه واهتمام القيادة في البلدين هناك توجه لتعزيز العلاقات وتطويرها والدفع بها إلى أوسع نطاق، وإلى رفع مستوى التعاون والشراكة بين البلدين في عدة مجالات ستسهم في خدمة المصالح المشتركة للبلدين، وهناك مباحثات في مجالات (زراعية، صناعية، معرفية، وتعليمية، وغيرها) وهذا يعكس الرغبة لدى رجال الأعمال في الجانبين إلى توسيع تلك الشراكات والعلاقات والاستفادة من المزايا النسبية التي تتمتع بها البلدين.
نعرف جيداً اهتمام البلدين بتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي وبصفة خاصة في مجالات الطاقة والبتروكيماويات. واليوم تقوم شركة “ACWA Power” بتنفيذ مشاريع الطاقة الضخمة بمبلغ إجمالي قدره 2،6 مليار دولار أمريكي وأقيمت علاقات التعاون مع شركة “SABIC” في قطاع الكيمياء. وما هي إنجازات التعاون في هذه المجالات؟ هل يمكن أن نتحدث عن نتائج هذا التعاون؟
بلا شك القطاع الخاص ساهم في تطوير وتعزيز العلاقات في المجال الاستثماري والاقتصادي، وهناك العديد من الشركات المستثمرة السعودية في أوزبكستان يأتي أبرزها شركة أكواباور والتي وصلت استثماراتها في أوزبكستان إجمالي (7,5) مليار دولار أمريكي، وهناك خطط مستقبلية للشركة.
أريد أن أتطرق إلى زيارة الدولة التاريخية لفخامة الرئيس/ شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان للمملكة العربية السعودية في أغسطس الماضي. ومر عام واحد على هذه الزيارة. وكيف يجري تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها أثناء مفاوضات القمة؟ وأعتقد أنكم تذكرون أن الرئيس الأوزبكي قال آنذاك “لديّ ثقة تامة بأن لقائنا التاريخي الحالي يخدم في إثراء تعاوننا بالنتائج العملية ويعطي “إشارة قوية” لعلاقات الأعمال”. ما هو رأيكم عن ثمرات هذه “الإشارة”؟
ساهمت الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس شوكت ميرضيائييف رئيس جمهورية أوزبكستان إلى المملكة في الفترة 17-18 أغسطس عام 2022 في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث التقى خلالها فخامته بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
تم خلال اللقاء عالي المستوى استعراض العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في جميع المجالات، ونتج عن الزيارة التاريخية التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، وكذلك التعاون والتنسيق الواسع في إطار أعمال المنظمات الدولية والإقليمية وفي الدعم المتبادل بين الجانبين في الترشيحات، حيث قدمت حكومة جمهورية أوزبكستان مشكورة دعمها لاستضافة المملكة (الرياض اكسبو 2030)، وكذلك ترحيبالجانب الأوزبكي بإطلاق المملكة العربية السعودية لمبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”.
- ما هي التوقعات من زيارة فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف الجديدة للمملكة العربية السعودية ومن المفاوضات الثنائية؟
تأتي زيارة فخامة الرئيس شوكت ميرضيائييف، رئيس جمهورية أوزبكستان، للمشاركة في القمة الخليجية ودول آسيا الوسطى والتي تعد الأولى (للحوار الاستراتيجي) نتيجة استشعار القادة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لأهمية ودور دول آسيا الوسطى سياسياً واقتصادياً وأمنياً وتجارياً، وكذلك استشعار قادة دول آسيا الوسطى بأهمية ودور دول الخليج العربية ورغبتهم في توسيع العلاقات معها في كافة المجالات.
ويعطي عنوان القمة (الحوار الاستراتيجي) دليلاً على رؤية قادة الدول المشاركة في القمة وتقديرها بأهمية إيجاد أرضية حوارية مشتركة يتم من خلالها الدفع بالعلاقات للاستفادة من المزايا التي لدى كل دولة في مختلف المجالات.
كما سيتم في إطار القمة عقد لقاء عالي المستوي لفخامته مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث من المتوقع مناقشة سبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين، وكذلك استعراض سير ومتابعة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة التاريخية لفخامته في أغسطس عام 2022.
- ما هي خطط مستقبلية قريبة الأجل وآفاق العلاقات بين الشعبين الشقيقين؟
يجري حالياً متابعة الاتفاقات التي تم توقيعها خلال زيارة فخامة الرئيس شوكت ميرضيائييف إلى المملكة في أغسطس عام 2022، لتفعيلها وتنفيذها، وكذلك هناك مباحثات للتوقيع على اتفاقيات جديدة في العديد من المجالات، بالإضافة إلى تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين على أعلى مستوى من مختلف المجالات سيسهم في الدفع بالعلاقات وتطويرها.
وهناك دور كبير تقوم به اللجنة الحكومية المشتركة (السعودية – الأوزبكية)، التي يرأسها من الجانب السعودي معالي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الاستثمار، ومن الجانب الأوزبكي معالي السيد لذيذ قدراتوف، وزير الاستثمار والصناعة والتجارة، حيث عقدت آخر دورة لها في مارس عام 2022 ويجري حالياً العمل على الاعداد لعقد الدورة السادسة في الربع الأخير من هذا العام 2023 في المملكة.
كما لا يفوتني الإشادة بالدور الذي يقوم به مجلس الأعمال السعودي – الأوزبكي، وبالتالي فإن اللجنة المشتركة ومجلس الأعمال يقومان بدور كبير في معالجة وتذليل أي صعوبات أو تحديات تواجه الجانبين للقطاعين الحكومي والخاص، وسوف تشهد الفترة القادمة تنامي وزيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين مدفوعة بدعم كبير من قيادة الجانبين لتحقيق ما يخدم رفاهية الشعبين الشقيقين.
وفي الختام أود الإشادة بالإصلاحات في أوزبكستان والتي اتخذها فخامة الرئيس/ شوكت ميرضيائييف، رئيس جمهورية أوزبكستان، حيث منذ توليه رئاسة الدولة في ديسمبر عام 2016، يعمل فخامته على تنشيط وتطوير العلاقات مع المملكة، ويمكن القول بأن ما تحقق خلال العامين الماضيين يفوق ما تم تحقيقه خلال عقدين من الزمن بين البلدين.
(انتهى)